رجاء كرم - شموس لامعة - شموس لامعة

رجاء كرم - شموس لامعة

رجــاء كــرم سـعـيـد
1994— 2018
🌻الحياة القصيرة والتأثير العظيم🌻


🌹ولدت رجاء كرم في أول أغسطس1994 في قرية نواي مركز ملوي، وهي طفلة صغيرة انتقلت مع أسرتها إلى القاهرة من جرّاء الإرهاب في ذلك الوقت، تربت في وسط أسرة تعرف الرب، هي أصغر إخوتها وهم إيمان وباسم وفيبي ومحبة وجميعهم داخل دائرة الايمان. 
عرفت الرب كالمخلص والفادي منذ شبابها الباكر 

👈شركتها بالرب:
🌷كانت دائمة الحرص على أن يكون لها وقت هادئ في حضرة الرب وأمام كلمته.
كانت تحرص أن تسجِّل في كتابها ما تعلمته من خلال شركتها بالرب أو من خلال خدام الرب. لدرجة أن كل من يرى كتابها المقدس الشخصي يظن أن هذا الكتاب لمؤمن له عشرات السنين مع الرب!!!! 

🌹حباها الرب جمالاً من نوع خاص وهو
الجمال الأدبي وكانت أيضا جميلة الصورة وحسنة المنظر.

🌻خلال سنوات قليلة من العشرة والشركة مع الرب تعلمت أعظم الدروس التي عجز أن يتعلمها الكثيرون فكانت:
👈لا تعرف الازدواجية:
🌷عاشت حياة بسيطة غير معقدة بدون ازدواجية، في اجتماعات العبادة وفي مجال الخدمة وفي الدراسة وفي البيت شخصية واحدة وطباع واحدة لا تحاول أن تتجمل أو تخفي عيوبها وتُظهر ما يميزها، بل كانت واضحة وتلقائية، وكل من تعامل معها لمس هذا الأمر بشكل واضح.
🌹تعلمت من الرب كيف تكون قاسية مع نفسها وتراجع تصرفاتها باستمرار وعندما يكشف لها الرب أنها اخطأت، لا تخجل أن تعترف بهذا الخطأ علانية!!! 

👈خدمتها التاعبة:
🌷استخدمها الرب في وسط الأطفال أحباء الرب المحتاجين والفقراء، ولا سيما في اجتماع الإخوة بانجه هانم. وهذه الخدمة لا يصلح فيها سوى الأبطال نظير رجاء، وكل من خدم معها يشهد أن رجاء كانت شخصية يُعتمد عليها فبرغم صغر السن وضعف الإناء، لكنها امتلكت قلبًا يعرف أن يعطف ويحنو ويحب ويشعر ويترفق بهؤلاء المهمشين والمنبوذين والذين لا أحد يذكرهم.
كانت تحب كل الأطفال بلا تفرقة أو تمييز، وكانت دائمًا تشع جوًا من البهجة وتعرف أن ترسم الابتسامة علي وجوه الصغار. 
كانت موهوبة جدا في الرسم والصوت الجميل. 

👈خدمتها في معرض الكتاب:
🌻كانت تنتظر فرصة معرض الكتاب السنوي لتقضي طوال ساعات اليوم مساعدة للقائمين على هذا العمل المبارك دون أن تنتظر أي مقابل مادي أو معنوي.

🌹قال عنها الأخ صبحي بولس أحد المسئولين في معرض الكتاب بحصر اللفظ:
خدمت الرب اختنا الفاضلة رجاء كرم عبر سنين في معرض الكتاب كانت بتخدم بقلب محب جدا للرب ونفس متواضعة كان وجودها بيجذب الناس للحديث معها كانت تخدم الاطفال وتحكي معهم وتعرض عليهم كلمه الله الموجودة في الكتب وكانت متحملة للمسؤلية بحيث كان اعتمادنا عليها كبير حملت النفوس في محضر الرب بالصلاه وأوصلت الرب للنفوس من خلال حياتها وخدمتها داخل معارض الكتاب الدولية، كانت لها احشاء ورافة ورحمة ربنا وحضور الله كان يملأ نفسها ايضا.

👈خدمتها في المجمع السنوي بالقاهرة:
🌷قال أحد الاخوة المشاركين في هذه الخدمة:
كانت رجاء من الجنود المجهولين  واستمرت تخدم سنوات متتالية في المجمع السنوي بانجه هانم وكانت تعمل بكل جد واجتهاد لكل الاخوة والاخوات لكي يجدوا راحتهم وهم يستمعون لكلمة الله. 

👈خدمة smile for you
🌹اشتركت مع فريق العمل علي هذه الخدمة التي كانت تهدف لخدمة الكبار والصغار و الذين لهم ظروف خاصة مثل السوريين واللاجئين،
وفي مختلف المناطق وخاصة الأماكن النائية في أسوان وفي وسط أطفال النوبة وأماكن أخرى كثيرة، برغم حداثة السن لكن كان يعتمد عليها وكانت تبذل كل طاقتها في خدمة الرب وهؤلاء المساكين.
🌷قال عنها الأخ رفيق عبد الملك قائد فريق الخدمة:
رجاء كانت تعمل كثيرا جدًا جدًا، وكأنها تريد أن تنجز المهمة على أكمل وجه وفي وقت قصير، والأجمل أن الابتسامة لم تفارقها حتى فى أصعب الظروف وأمرّها،
شاركت بخدماتها معنا بكل طاقتها قابلة تحديات كبيرة منها السفر لمسافات طويلة.

👈صارت مساعدة لكثيرين:
🌹كانت لها عواطف ومشاعر مرهفة وتشعر بالآخرين. في أحد الأيام تعرض أحد الشيوخ في الاجتماع لكسر بالقدم أقعده في منزله، وزوجته مريضة متقدمة في الأيام ،وضع الرب علي قلب هذه الفتاة المضحية أن تساعدهما طوال رحلة المرض بشكل يومي، فكانت تقضي بالمواصلات حوالي ساعتين لتزور وتساعد وتشجع وتسند هذا الشيخ وزوجته!!! 
يا لها من مشاعر جميلة ومحبة عملية نفتقدها في هذه الأيام، تُقدَّم من فتاة لشيخ وزوجته المتقدمين في الأيام !!!!

👈تحمل البشارة المفرحة:
🌷في إحدى المرات ذهبت لقضاء مؤتمر ببيت الإخوة بالسويس، واذ برجاء تترك مقعدها في الاتوبيس وتذهب لتجلس بجوار السائق وتبدأ حديثها العذب معه وتسأله عن اسمه وظروفه وسرعان ما أخبرته عن المسيح وعمله وشجعته أن يقبل المسيح !!
واذ بالسائق يفاجئها منبهرًا بها ويقول لها 🙁 يابنتي بقالي سنين بوصل ناس للمؤتمرات،مفيش حد اهتم يقعد معايا أو يكلمني عن المسيح)!!
يا لها من شهادة رائعة !!

🌹في أثناء ذهابها إلي مؤتمر توقف الباص في الرست قامت رجاء توزع مجموعة من النبذ علي القادمين والذاهبين، وأحد الأشخاص بعدما أخذ النبذة قال لها: أنا عاوز أعرف عن المسيح 
قالت له أقرأ الكتاب، رد قائلاً: ليس لديّ كتاب 
قامت علي الفور باعطائه كتابها الشخصي،
برغم غلاوته عليها وقالت في نفسها: أكيد كتابي هيكون سبب خلاص لهذا الرجل!!!!   

👈إرتباطها:
🌷رجاء مثلها مثل أي فتاة في هذا السن في أثناء دراستها في المرحلة الجامعية، كان الارتباط  يشغل جزءًا كبيرًا من حياتها وخاصة من ناحية تجهيز متعلقات بيت الزوجية في المستقبل القريب. تقدم لها الكثير من الشباب ومنهم الذي لا تستطيع أن تجد سببًا واضحًا لرفضه، لكنها كانت ترفض!! وكانت المفاجأة!!

🌹في سبتمبر2017 وبدون سابق انذار زارها ضيف ثقيل جدًا شعرت فجأة بتعب في القدم وبعد ترددها على أطباء كثيرين، اذ يفاجأ كل من حولها بأن هذا الضيف الثقيل هو سرطان بالقدم!!! 
🌻العجيب في الأمر أن كل من كان حولها كان في ذهول وصدمة من سماع الخبر، لكن رجاء في سلام عجيب وتسليم لمشيئة الله الصالحة سلمت أوراق قضيتها لصاحب الكلمة الأخيرة!!! 

👈الرحلة الشاقة المتعبة:
🌷بدأت رحلة الألم من زيارات لمراكز التحاليل والأشعات، إلى معهد الأورام لتلقي جرعات الكيماوي والإشعاع!! لكن يا للعجب من هذه الفتاة التي لم تتخط ال24عاما، لم تصب باليأس أوالإحباط، لكنها كانت دائماً مصدر تشجيع لكل من حولها وابتسامتها الجميلة لم تفارقها في وسط هذا المشهد حالك السواد!! 

🌻كانت دائماً في أثناء مرضها تقول:
المرض قربني من الرب بطريقة عجيبة.
وشعرت بمحبة الرب بطريقة مختلفة ولمست محبة كل من حولي: أصدقائي ،أقاربي، الإخوة والأخوات بطريقة مختلفة وهذا إحسان وتعويض من الرب لي!!! 

👈داخل معهد الأورام:
🌹المرضى وطاقم التمريض في هذا المجال تجد حالتهم متَعبة وعلامات الحزن تكسوالوجوه، الكل ناقم على الحياة من الألم وكثرة الضغوط، لكنها كانت تحمل البشارة المفرحة أينما حلت أو رحلت.

🌹الضابط والمسجونان:
في أثناء إنتظارها لجرعة الكيماوي دخل ضابط ومسجونان معه لكي يتلقيا العلاج الكيماوي والضابط معهما لحراستهما. وأثار أنتباه الضابط فتاة شابة وجهها يملأه الابتسامة بالرغم من كونها على كرسي متحرك فقام فورًا من مقعده
وقال لها: أنتِ جاية هنا ليه؟
قالت له: عندي ميعاد جرعة الكيماوي!!
ذهل الضابط، ووجه لها سؤالاً آخرعلى الفور: إنتِ مش حزينة وانتِ في السن ده وفي الظروف دي وعندك كانسر؟!!
وهنا وبكل ثبات والابتسامة تملأ الوجه الجميل بدأت تتكلم مع شخص يهابه الجميع و من خلفية أخري وبكل شجاعة عن إله كل نعمة !!وهي تمسك بدفة الحوار وتؤكد له وتقول أن أمورنا في يد الرب وليست في يد القدر يفعل بها كما يشاء !!!
لقد حملت الخبر الطيب والمياه الباردة لهذا الرجل الذي أصغى إلى حديثها بشكل لافت للنظر!!! 

🌷الممرضة الحزينة:
في إحدى المرات دخلت إليها ممرضة ولاحظت رجاء بذكائها المعهود أن هذه السيدة يسودها الحزن والأسى، فاجأتها رجاء وقالت لها: ليه أنتِ زعلانة ؟! هأقولك علي خبر جميل، المسيح بيحبك وابتدأت تسرد لها البشارة المفرحة!! ومن هنا أصبحت رجاء المريضة السعيدة منفذًا ومخرجًا للممرضة السليمة الحزينة!!! 

🌻كانت رجاء قريبة من المرضى وخاصة الكبار في السن الذين أصابهم اليأس من تقدم السن ومن جرعات الكيماوي التي أنهكت جسدهم النحيل. كانت تتلقى جرعات الكيماوي تقريبًا بشكل دوري منتظم. لذا غالبا نفس مجموعة المرضى كانوا يتقابلون في يوم واحد، فكان المرضى ينتظرون رجاء لتخفف آلامهم بابتسامتها الجميلة غير المصطنعة وبكلامها المشجع الطيب وبأحاديثها عن الرب وعمله، وعندما كانت لسبب ما تؤجل لها جلسة الكيماوي، كان معظمهم يقومون بالاتصال بها (فينك يا رجاء ؟! اليوم كان صعب جداً من غيرك كان نفسنا نشوفك ونسمع كلامك الحلو!! 

👈كسر الخبز:
🌷وضع الرب في قلبها أشواقًا لصنع ذكرى موته، وبعد الاجتماع الكنسي لهذا الأمر استراحت الكنيسة على رجاء أن تكون في مائدة الرب لكن المرض كان أسبق، فدخلت الاجتماع لتكسر خبزًا لكن على كرسي متحرك!!! 


إخوتي وأخواتي الشباب: صحتنا التي منحها لنا الرب هي إحسان عظيم منه 
هل نستخدمها لمجده ولخير من حولنا؟؟؟🙏

👈كانت شاكرة رغم الظروف المعاكسة:
🌷وخاصة هذا المرض المرهق الذي أبكى العمالقة وتأثير الاشعاع والكيماوي المدمر علي الجسم والمناعة وخلافه. وهذا حتى بعد إعلان الأطباء عن عدم وجود علاج بعد انتشار المرض السريع في جسدها .
🌹قالت رئيسة قسم في المعهد وهي بتبكي عليها وكانت تحبها جدًا: (احنا مش في ايدينا حاجة نقدمها، خلوها وسطيكم ترقد في سلام) لكن كانت لغتها هي الشكر والترنيم!!! 
🌷في الاسابيع الأخيرة كانت قليلة الكلام جدًا لكن دائمًا عندما تقترب منها تسمعها بصوت خفيض تشكر الرب وترنم وخاصة ترنيمة: الله يا أبانا قد أحببتنا منذ الأزل.
حتى في أيامها الاخيرة  بعدما فقدت معرفتها بكل من حولها لكنها لم تفقد أن تردد آية كتابية أو عدد ترنيم أو صلاة.

🌹وكانت آخر كلمات لها هي ترنيمة: 
هناك في بيت الآب.. دايما هنبقى معاك!!!! 

وفي أقل من عشرة أشهر انتشر هذا المرض بشكل كبير في جسدها النحيل. 
🌷في صباح 2018/6/21 سمعت الرب يقول لها: رجاء، كفاكِ قتالا متعبا.

وقرر الرب في حكمته أنه من الآن فصاعداً ستُلغي جرعات الكيماوي الموجعة والاشعاع وتأثيرهما المؤلم وكذا ستنتهي المحاليل والأشعات، فمن الآن سوف تتمتع بالمجد مع الذي أحبها!!! 
🌹وشيع الجثمان من اجتماع انجه هانم وسط دموع جميع الحاضرين من ناحية وترنيمات الرجاء من الناحية الأخري. 

🌻بحق كانت جنازة مهيبة لفتاة لم تتعدى 24عاما لكنها تركت تأثيرًاعظيمًا 
🌹في حفل وداعها وفرصتي العزاء،
قال عم حنا ناشد: اسمحي لي أن أبكيك يا رجاء لأجل حياتك وخدمتك، كنت نافعة للكبار ونافعة للصغار وكنت نافعة لي شخصيا !!!
🌹رقاد رجاء علشان الرب عاوز يظبطنا،فتاة صغيرة أكرمت الرب جدا في سنوات قليلة جدا ..عم حكيم حبيب  
🌻خرجت من فرن الألم إلى حضن الرب حيث المجد.. الأخ عزت نظير 
🌷عرسان كتير تمنوها، لكن فضَّلت أن تكون مع العريس السماوي ..د.فايز فؤاد 
🌹وقال أحد الإخوة في فريق الخدمة :
هدف خدمتنا هو رسم البسمة علي وجوه الأطفال، وقد كانت رجاء هي البسمة في وسط الأطفال وفي وسط الفريق .
🌷زهرة جميلة من الذي قطفها؟؟وردة جميلة من الذي خطفها؟؟لكن اللي يطمن... المسيح عارف بيعمل إيه.. الأخ صفوت تادرس 
🌻كل ما الألم يزيد كل ما نشوف المجد ..الأخ أمجد ماهر 
🌹الرب في الظروف العصيبة يعرف يسند ويشيل ..الأخ إسحق شحاته 
🌷في كل جيل الرب يميز اشخاصًا بأن ينهي حياتهم سريعا لكي يستفيد جيلها بأكمله ..
الاخ يوسف ذكي 
🌹ان كان قتل المعمدان عمل هزة، وان كان قتل يعقوب عمل هزة في وسط شعب الرب، فإن رقاد رجاء أيضا عمل هزة في وسط المؤمنين ..الاخ مراد فارس 
🌷بحق لقد عاشت الحياة كما ينبغي أن تُعاش،
عاشت نافعة للرب ونافعة للكثيرين 
🌹رحلت لكن تركت أثرًا طيبًا وتاثيرًا مباركًا 
بحق رجاء كرم كانت شمس من  #شموس_لامعة

مدونة شموس لامعة

هناك تعليق واحد: